استضاف مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص بين 14 و21 مارس، انسجاماً مع القيم التي عززتها الإمارات من خلال إعلان عام التسامح. وشهدت هذه الألعاب إقبالاً كبيراً بمشاركة متنافسين من 200 دولة للتأكيد على مبدأ المنافسة القائم على الشمول والتنوع. وسلط الأولمبياد الضوء على أبهى صور التعاون الناجح بين العمل الإنساني والرياضة بحضور جمهور كبير من عشاق هذه الفعاليات. كما شكلت دورة عام 2019 علامةً فارقةً بكونها أضخم فعالية للألعاب العالمية طوال 50 عاماً منذ بدء الأولمبياد، حيث شهد مركز أبوظبي الوطني للمعارض مشاركة حوالي 7,500 رياضياً و3,000 مدرباً بحضور 300 ألف متفرج جاؤوا لتشجيع الرياضيين.
تطلبت الألعاب إيجاد مكان يستوعب احتياجات اللاعبين والمدربين والجمهور أيضاً، لذا اختارت الجهات المنظمة للأولمبياد مركز أبوظبي الوطني للمعارض بفضل موقعه المناسب وقدرته الاستيعابية العالية وتوفيره لوسائل النقل المريحة، والكراسي المتحركة، والخدمات الأخرى مثل تقديم الطعام والتنظيف وركن السيارات والأمن.
كما كان المركز، الحائز على جوائز عالمية، الوجهة الأمثل والأشمل لاستضافة الفعالية بفضل شبكة النقل التي تربطه بمطاري أبوظبي ودبي الواقعين على بعد 15 دقيقة و90 دقيقة على التوالي، ووجود العديد من الفنادق من فئة ثلاث إلى خمس نجوم على مسافة قريبة منه سيراً على الأقدام، فضلاً عن توفيره 2000 غرفة. وتقدم أدنيك خدمات طعام عالمية المستوى من خلال شركة كابيتال للضيافة، متعهّد تقديم الطعام الحائز على جوائز والتابعة للمركز، والتي تضم مجموعةً من المطاعم والمقاهي وشاحنات الطعام التي قدمت خدماتها لآلاف الزوار خلال فترة الأولمبياد؛ فضلاً عن مزودي الخدمات المتواجدين حول موقع المركز. ويوفر المركز أيضاً إمكانية الوصول إلى الطوابق ضمنه من خلال الممرات اللولبية أو المصاعد، مع وجود أماكن مخصصة لركن السيارات، حيث يشعر الضيوف بأقصى درجات الراحة خلال التجول في أرجائه.
تولى مركز أبوظبي الوطني للمعارض مهمة استضافة 11 فئةً مختلفةً من الفعاليات خلال الأولمبياد، أي أكثر من جميع المواقع الأخرى المستضيفة لألعاب عام 2019، فضلاً عن توفيره لمجموعة من الأماكن المخصصة لمختلف الرياضات بدءاً من كرة السلة ووصولاً إلى الجودو.
وأجرت أدنيك للخدمات، قبل الأولمبياد وخلاله وحتى بعده، تدريباً مكثفاً للطواقم المتخصصة في تخطيط الفعاليات وفرق الإنتاج على استخدام مختلف الأدوات، حيث تعرّفوا خلالها على طريقة تركيب منطقة التجهيز المخصصة للشاحنات؛ وتنسيق عملية الوصول السابقة للتعاقد إلى موقع الفعالية؛ وتركيب مكان الفعالية وتفكيكه خلال 24 ساعة ودون تكاليف إضافية؛ وتسهيل وصول فريق التصميم بمساعدة الحاسوب؛ واستقبال الطلبات الترويجية المتأخرة.
وشغل الأولمبياد جميع قاعات المركز الـ 12، مما اضطر الجهة المنظمة لبناء هياكل مؤقتة حول المركز لاستيعاب الرياضات الخاصة مثل البوتشي ورفع الأثقال في منطقة مدرج الجمهور، فضلاً عن مكانٍ لتناول الطعام يتسع لنحو 1,440 رياضي في المنطقة الوسطى المخصصة لركن السيارات.
وشكلت كلٌ من القاعة الأولى والثانية الموقع الرئيسي للأولمبياد مع استضافتهما لبرنامج الرياضيين الأصحّاء، حيث تم تقييم القدرة التنافسية للرياضيين البالغ عددهم 7,000 متنافس، كما أُجري لكلٌ منهم فحوصات طبية شاملة ومجانية، وتلقوا الإرشادات المناسبة واستفادوا من إمكانية الوصول إلى المعدات الطبية والخبراء المختصين في التعامل مع الأشخاص المصابين بالإعاقات الذهنية. وشهدت أبرز الإنجازات وضع جهاز للسمع في أذن أحد الرياضيين السنغاليين، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي استطاع أن يسمع للمرة الأولى في حياته.
كذلك عمل المركز على تحويل قاعتي المؤتمرات A وB إلى منصتين مخصصتين لتوزيع الجوائز.
وعمل فريق المركز على تعزيز رسالة الشمول والاندماج من خلال دعم الأولمبياد بمختلف الحملات الداخلية، ورسائل البريد، ومنشورات التواصل الاجتماعي، والإعلانات على الموقع الإلكتروني، وتخصيص مساحة للمهرجانات بإدارة فريق من المتطوعين. وعمل المركز على استخدام القاعة الرئيسية والردهة كمساحة مخصصة للاحتفال تضم مدرجاتٍ تفاعلية وتوفر نشاطاتٍ لجميع المشاركين والمتنافسين والجمهور، فضلاً عن تزويدهم بشبكة إنترنت لاسلكي مجانية وفائقة السرعة لمشاركة تجاربهم على منصات التواصل الاجتماعي والتحدث مع أحبائهم في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي وسع دائرة مبدأ الشمول إلى نطاق عالمي.
وتعاون فريق التخطيط لدى مركز أبوظبي الوطني للمعارض مع موظفي وفريق إدارة الأولمبياد الخاص لضمان إقامة جميع المنافسات وحفل توزيع الجوائز والفعاليات ذات الصلة بمنتهى السلاسة والمرونة. وبدأت عملية التخطيط المسبق لهذه الفعالية في عام 2016، حيث تمكن المركز من توفير مكانٍ مريح لإقامة الأولمبياد الذي أتاح لأصحاب الهمم ومدربيهم والجمهور أجواءً تنافسيةً حافلةً تعزز التبادل الثقافي المنشود.
عبّر سانجاي ساهوتا، مدير العمليات في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص لدورة 2019، عن مدى إعجابه بإنجازات مركز أبوظبي الوطني للمعارض وحسن استضافته للأولمبياد، حيث أشاد بالمساحة الواسعة المخصصة للألعاب وموقعها الاستثنائي، فضلاً عن طاقم عمل المركز، وقيم التعاون الفريدة فيه، ومرونته وقدرته على تلبية الاحتياجات العاجلة، واصفاً التعاون معه بالتجربة المثمرة والمميزة. وعلق حول ذلك قائلاً: "أتوجه بخالص شكري لمركز أبوظبي الوطني للمعارض على الدعم الاستثنائي الذي قدمه وفريقه خلال الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في هذه الدورة؛ حيث أثمرت الجهود التعاونية، التي شكلت العلامة الفارقة في هذه الدورة، عن نجاح الأولمبياد وتحقيقه لجميع أهدافه".
وبدورها، بينت تالا الرمحي، الرئيسة التنفيذية للشؤون الاستراتيجية في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، سبب اختيارها وزملائها لمركز أبوظبي الوطني للمعارض، مشيرةً إلى المرافق عالمية المستوى وجهود المركز الدؤوبة لضمان نجاح الألعاب بشكل عام. وأوجزت الرماحي تجربتها مع المركز بقولها: "لم تكن إقامة الألعاب ممكنةً لولا دعم مركز أبوظبي الوطني للمعارض ومرافقه عالمية المستوى التي استضافت المنافسات".
ومنح بيتر ويلر، الرئيس التنفيذي للألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي، شركة أبوظبي الوطنية للمعارض (أدنيك) شهادة تقدير على جهودها المبذولة وتميزها