دراسة حالة حول معرض يوروتير

المقدمة

تعد أبوظبي مركزاً حيوياً للمهتمين بالابتكارات في مجالي تربية الحيوانات والزراعة، حيث خصصت الحكومة في مارس من هذا العام استثماراً بقيمة 273 مليون دولار أمريكي (1 مليار درهم إماراتي) في إحدى مبادرات التكنولوجيا الزراعية لاستقطاب المعارض التجارية ذات الصلة إلى الإمارة. وتستهدف المبادرة الشركات المعنية بتطوير تقنيات تدعم الزراعة الدقيقة والروبوتات الزراعية والطاقة الحيوية والزراعة الداخلية.

وتُعد أبوظبي بوابة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والوجهة الأمثل لإقامة معارض ناجحة تتطلع إلى توسيع نطاق نشاطاتها والاستثمار في الأسواق الناشئة. ويعتبر مركز أبوظبي الوطني للمعارض ذو المستوى العالمي بطبيعة الحال الخيار الأبرز لاستضافة فعاليات دولية بهذا الحجم، بفضل مرافقه المتميزة وقربه من المطار ووجود فنادق عدة في موقعه تضم نحو 2,000 غرفة فندقية، مما يوفر حلاً متكاملاً للجهات المنظمة.

الهدف

يُعد يوروتير المعرض العالمي الرائد للمختصين في مجال تربية الحيوانات، حيث جرت العادة على مدار الـ30 عاماً الماضية على إقامة هذا المؤتمر الناجح مرتين في العام في ألمانيا، لكنه أُطلق في ذلك العام في ثلاثة أسواق ناشئة هي البرازيل والصين وأبوظبي.

ويعد الشرق الأوسط أحد أبرز مراكز إنتاج الثروة الحيوانية في العالم، لذا يهدف معرض يوروتير الشرق الأوسط إلى جمع أحدث التقنيات والابتكارات العالمية في قطاع الإنتاج الحيواني، إلى جانب أحدث المعارف والخبرات الملائمة للسوق المحلية، ومعالجة التحديات التي تواجه المختصين في هذا المجال في المنطقة. واستقطب المعرض الذي أُقيم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بين 2 و4 سبتمبر 2019، أكثر من 10 ألاف خبير في القطاع، و120 جهة عارضة، و150 شركة من 16 دولة، بما فيها المملكة العربية السعودية، ضيفة الشرف. وتميز هذا المعرض التجاري بجدول أعمال متكامل شمل العديد من الفعاليات في المجال التقني، بما فيها مؤتمرين تقنيين ومنتدى تخلله عروض تقديمية تقنية تناولت مختلف المواضيع، مثل إنتاج المواشي والدواجن، وجينات الإبل، والاستزراع السمكي، والأمن الحيوي، كما شمل الجدول إقامة فعاليات مميزة خاصة بالمنطقة، مثل مسابقات الجمال ومزادات بيع الحيوانات التي شملت أكثر من 6,500 حيوان وشارك فيها 175 مربياً.

التنفيذ

خصص مركز أبوظبي الوطني للمعارض إجمالي 7,000 متر مربع تقريباً، مما وفر مساحةً كافية لتنظيم جدول أعمال الفعاليات التقنية. 

وحضر حفل افتتاح المعرض معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة؛ ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة للأمن الغذائي؛ ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي وعضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية؛ إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والشخصيات رفيعة المستوى.

وتولت إدارة التشريفات والعلاقات الحكومية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض تنظيم حفل الافتتاح ومراسم الاستقبال لجميع كبار الشخصيات المشاركة فيه

بالإضافة إلى توفير مكان لمعرض يوروتير الشرق الأوسط 2019، ساعد المركز أيضاً في الترويج للفعالية، حيث بعث فريق التسويق فيه رسائل إلكترونية دعائية إلى قاعدة بياناته الشاملة، وأطلق حملة ترويجية عن طريق الرسائل النصية وشبكة شاشاته الرقمية الداخلية والخارجية، ونظّم تغطية إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، وروّج للفعالية على صفحة الفعاليات الجارية في موقعه الإلكتروني. وحظيت الفعالية أيضاً بتغطية حيّة على حساب انستاغرام الخاص بالمركز، إضافة إلى نشر آخر المستجدات على قنواته في منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال كريستوفر أرمسترونج، مدير المشروع (المعارض التجارية الدولية) في شركة دي إل جي إنترناشيونال ذات المسؤولية المحدودة: "أنشأت شركة أبوظبي الوطنية للمعارض محتوىً عالي الجودة فيما يتعلق باللافتات ومقاطع الفيديو والعروض الترويجية، والتي تم استخدامها في جميع قنوات التواصل الخاصة بها".

النتائج

زوّد مركز أبوظبي الوطني للمعارض هذه الفعالية بكل ما يلزم لتلبية متطلباتها، مستفيداً من المساحات الكبيرة والمرونة التي يتمتع بها والحلول الشاملة للفعاليات التي تقدمها شركة كابيتال للضيافة، متعهّد تقديم الطعام الحائز على جوائز والتابعة للمركز، وشركة أدنيك للخدمات، ذراعه لتنظيم الفعاليات. كما كان المركز الوجهة الأمثل والأشمل لاستضافة الفعالية بفضل شبكة النقل التي تربطه بمطاري أبوظبي ودبي الواقعين على بعد 20 دقيقة و90 دقيقة على التوالي، ووجود 6 فنادق في موقعه توفر نحو 2,000 غرفة فندقية.

حققت الدورة الأولى من يوروتير الشرق الأوسط نجاحاً باهراً، حيث استقطبت 120 جهة عارضة و150 شركة من 16 دولة، واجتذبت 10,892 زائراً خلال أيام المعرض الثلاثة.

وركز المعرض بشكل رئيسي على استقطاب أصحاب المصلحة الإقليميين والمزارعين المحليين، كما برزت المزادات الحية لبيع الحيوانات ومسابقات الجمال كعامل جذب قوي للجمهور. 

وشهد المؤتمر تقديم 12 ورقة بحثية، كما سجل منتدى الثروة الحيوانية مشاركة واسعة من مختلف المتحدثين المحليين والدوليين، مما اجتذب جمهوراً عريضاً.

ونجحت شركة مرموم للألبان، الراعي المضيف للمعرض، بتوقيع اتفاقيات بقيمة 7.3 مليون دولار أمريكي. كما جرى توقيع ثلاث اتفاقيات ضخمة في اليوم الثاني من المعرض، ما يسلط الضوء على الفرص الاستثمارية السانحة في المنطقة.